كيف تختار التخصص المناسب في 12 خطوة عملية

يُعد اختيار التخصص الجامعي أحد أهم القرارات التي تؤثر على حياة الطالب بل الأسرة ككل، فقد يساهم القرار الصحيح بمسيرة مميزة وسلسة للطالب في الجامعة، وقد يشكل القرار الخاطئ تحديات ومشاكل تؤثر على سير الطالب وتدفعه لإعادة النظر في قراره واختياره.

وقد كتبت 12 خطوة عملية مقسمة على 5 مراحل وكل مرحلة قد تستغرق من يوم إلى أسبوع كحد أقصى، ويمكن عمل هذه الخطوات لتخصص واحد أو لعدة تخصصات في نفس الوقت مع ضرورة تدوين كل المعلومات التي جمعتها في دفتر أو كراسة للرجوع لها مستقبلاً وهي كالتالي:-

المرحلة الأولى: التعرف على نفسك

قبل الشروع في أي اختيار لابد من التعرف على نفسك وقدراتك وما يصلح لك، لا أن تختار التخصص وتسعى أن توائم نفسك بشتى السبل على هذا التخصص، وخلال هذه المرحلة المطلوب البحث والإجابة على هذه الأسئلة:-

  1. تأمل في حقيقة رغبتك ودافعك لهذا التخصص، واسأل نفسك: هل فعلاً تريد دراسة هذا التخصص؟ وما الدافع لك لذلك؟
  2. تعرف على قدراتك ونقاط قوتك، هل تمتلك القدرات والمهارات اللازمة للنجاح في التخصص؟ وهل يتوافق مع نقاط قوتك؟ وهل تعرف ما هي نقاط قوتك وتميزك من الأساس؟
  3. هل قمت بعمل أي مقاييس أو اختبارات مهنية (هولاند، مايرز بريدج، بيركمان، وغيرها) للتأكد من توافق شخصيتك مع التخصص؟

المرحلة الثانية: التعرف على التخصص

من الأمور المهمة معرفة التخصص والتعرف عليه، ومنها هذه الخطوات التي ستعينك على ذلك:-

  1. ماذا تعرف عن التخصص؟ هل تمتلك صوة واضحة عن المقررات ونمط الدراسة بالتخصص؟ ابحث واقرأ عن ذلك.
  2. استشر الخريجين أو المنتظمين بالتخصص حوله وتعلم من خبرتهم، ولا تكتفي بسؤال شخص واحد فكل انسان سيعطيك وجهة نظر مختلفة عن التخصص.
  3. ابحث عن الجامعات المتاحة التي تُقدم هذا التخصص، واستفسر عن تكاليفها ومواعيد التسجيل فيها.

المرحلة الثالثة: التعرف على سوق العمل في التخصص

هناك 3 أمور أساسية ينبغي معرفتها عن سوق العمل في التخصص قبل التوجه إليه وتشمل: –

  1. تعرف على الوظائف المتاحة وطبيعتها في التخصص الذي تطمح له، وستجد الكثير من المعلومات المتاحة في الإنترنت وسائل التواصل الإجتماعي وشبكة لينكد إن. كما يمكنك سؤال الموظفين في التخصص إن تيسر، وإذا كانت البطالة مستمرة منذ سنوات في التخصص الذي ترغب به فهذا سيعطيك مؤشراً على أن الوضع سيستمر هكذا مستقبلاً في الغالب.
  2. تعرف على نسب البطالة من الجهات الرسمية والمصادر الموثوقة، فهذا سيعطيك مؤشر على وضع سوق العمل الحالي بالنسبة لخريجي التخصص الذي عزمت عليه، وهذا الجهد كله لمحاولة استشراف المستقبل وإلا فحقيقة الأمر أن الأرزاق بيد الله تعالى وما اختياراتنا إلا أسباب للوصول لما كُتب لنا.
  3. تعرف على الجهات التي تقوم بتوظيف خريجي هذا التخصص، فكلما قلت الشركات والجهات التي تقوم بتوظيف الخريجين من تخصص ما كلما قلت الفرص المتاحة فيه.

المرحلة الرابعة: التعرف على المستقبل

كيف يبدو المستقبل لخريجي هذا التخصص؟ وما الفرص المتاحة لهم فيه؟ وهذا ما يمكن التعرف عليه عبر البحث عن هذه الأمور:-

  1. السقف الوظيفي والشهادات الاحترافية المتاحة، وما هي فرص الترقي في التخصص مستقبلا؟ فبعض الوظائف ليس لها أي فرص للترقي أعلى مما هي عليه أو فرصة للانتقال لوظائف أعلى.
  2. حجم ومقدار مقدار الطلب المتوقع على التخصص مُستقبلاً، وما هو مستقبل هذا التخصص، ويمكن الحصول على الكثير من الإجابات عبر التواصل مع المختصين أو العاملين في أقسام الموارد البشرية في المؤسسات والشركات المختلفة.

المرحلة الخامسة: اتخاذ القرار

  1. بعد كتابة الأجوبة والملاحظات على كل تخصص، يبقى على الطالب التأمل فيما جمع من معلومات، واتخاذ القرار واختيار التخصص المناسب، فمع وضوح الرؤية يصبح اتخاذ القرار أسهل من ذي قبل.

والهدف من الخطوات السابقة هو تقريب الصورة لك، ومساعدتك على اتخاذ أفضل القرارات، لا ضمان أنك ستصل للقرار الصحيح باتباعك للخطوات السابقة. فكل طالب له ظروفه وتحديات مختلفة قد تجبره على دخول تخصصات معينة ودراستها.

وتذكر، لا يوجد قرار مثالي ولا تخصص يجمع لك كل المميزات، وإذا عزمت على تخصص ما واطمأنت نفسك إليه فلا تغفل عن الإستخارة قبل الإقدام عليه ودعاء الله تعالى أن يكتب لك التوفيق في اختيارك.

وأختم بعبارة ذكرها الدكتور عبدالكريم بكار عن اتخاذ القرار قال فيها: “أن تتخذ قرارا يعني أن تخاطر ومهما كانت النتائج، فإن ذلك أفضل من العيش من غير قرار ومن غير مخاطرة، فالحياة الجيدة هي الحياة التي نعطي فيها للحياة، ونأخذ منها بما يصلحنا، وتصلحها“.