من أنا

مررت برحلة مريرة في المرحلة الثانوية والجامعية لاختيار التخصص المناسب، فلم تكن في أيامنا أي جهات تساعد الطالب على اختيار التخصص الجامعي المناسب، فقد درست في كلية الحاسوب تخصص نظم المعلومات الإدارية بجامعة البحرين، ولم يكن التخصص المناسب لي، وسعيت لأكثر من مرة للخروج منه وتغييره ولكني لم أوفق في ذلك ولم أجد الشخص المناسب الذي يقدم لي المشورة المناسبة.

تخرجت من التخصص وأكملت الدراسة في 6 سنوات وأنا مُرغم عليه كاره له، وبالرغم من تخرجي من كلية الحاسوب إلا أني عُينت في وظيفة لتدريس المواد التجارية للمرحلة الثانوية، وأتيحت لي الفرصة في بداية مشواري لدراسة الدبلوم التربوي في كلية المعلمين، والعمل مع الطلبة في المدارس، وهنا كانت نقطة التحول والعثور على الجانب المخفي من شخصيتي بعد دراستي لمواد علم النفس وبالأخص مقرر علم النفس التربوي والذي تميزت فيه أكثر من جميع المواد في الكلية.

وقد أدى كُرهي للتخصص في الجامعة الى قرائتي للكثير من المراجع والمقالات حول اختيار التخصص والعمل والفرص المتاحة حينها، وتحول الى شغف بالمجال وجانب تطوعت فيه وأنا في الجامعة دون أن أشعر، وصار ارشاد الطلبة للتخصصات المناسبة لهم من الأولويات في حياتي وعملي، كل ذلك وأكثر كان سبباً بعد توفيق الله تعالى في انتقالي للعمل في مجال الإرشاد المهني والأكاديمي للطلبة، وهذه السنة التاسعة لي في هذا المجال ولله الحمد والمنة.

وأسعى من خلال هذه المدونة تقديم النُصح والمشورة للطلبة فيما يتعلق بإختيار التخصص الجامعي المناسب، والاستعداد للمرحلة الجامعية ولسوق العمل والفرص المتاحة بعد التخرج، ونشر واصدار المؤلفات النافعة في هذا المجال والتي تصب كلها في صميم عملي في مجال الارشاد المهني.

ولازال السؤال يتكرر من عدد كبير من الطلبة كل عام، ماذا أتخصص وكيف أعرف ماذا يتناسب معي؟ وما أسمعه من الطلبة كل سنة سواء من تخرج من المرحلة الثانوية أو من أخفق في تخصصه الجامعي يحتاج الى تظافر الجهود والاعتناء بهذا الجانب المهم في مسيرة كل طالب وكل خريج يطمح للنجاح في حياته الجامعية والمهنية.

والله أسأل أن يوفق جميع الشباب لما يتناسب معهم من مجالات، وأن يوفقني لتقديم النصح والمشورة لهم وبما يعود عليهم بالنفع والفائدة.