إذا قررت إجراء عملية جراحية ولو كانت صغيرة ومحدودة الأثر بحثت واجتهدت عن الطبيب الماهر ومن تثق بعلمه وخبرته للقيام بذلك ولو كفلك ما كلفك من المال..
ولو حصل عطل في سيارتك التي تحبها لربما ذهبت لعدد من أصحاب الاختصاص وحرصت على ألا تضع السيارة إلا في أيدي المتخصصين ومن يشار لهم بالخبرة والاطلاع..
ولكن عندما يأتي الأمر لاتخاذ قرار مهني قد يؤثر على سنوات من حياتك ويُكلفك خسارة قد تمتد لسنوات كقرار الاستقالة وتغيير العمل أو اختيار التخصص تكتفي برأي أقرانك وزملائك وربما قناعتك الشخصية فقط دون الرجوع لشخص متخصص!!
وهنا يأتي الكلام على أهمية الرجوع لمن عنده الخبرة في الإرشاد المهني ومن لديه اطلاع على سوق العمل والتخصصات المطلوبة ويمكنه إرشادك للخيارات الأنسب بالنسبة لك.
ويمكن تقسيم من هم بحاجة للاستشارة المهنية إلى 3 أقسام أساسية:
طلبة المرحلة الثانوية والمقبلين على الجامعة: هذه الفئة تحتاج لفهم طبيعة الوظائف المتاحة وما التغييرات التي تحصل في سوق الوظائف، وما هي سبل اختيار التخصص المناسب وبالتالي الوصول للوظائف المناسبة فيما بعد، فالاستعجال في اتخاذ القرار قد يضيع على الطالب الجهد والمال وسنوات من الدراسة فيما لا يتناسب معه ولا يصلح، وربما ان تخرج فسيكون دون المستوى ولن يجد وظيفة بذلك المجال إلا بشق الأنفس.
الطلبة الجامعيين: وهذه الفئة تحتاج للإرشاد من عدة جوانب، فالطلبة الذي اختاروا التخصصات على بينة ويسيرون في تخصصاتهم بشكل طبيعي بحاجة للإرشاد من ناحية الاستعداد لسوق العمل والمهارت التي يمكن اكتسابها بالجامعة وستعزز من قيمتهم لاحقاً في سوق العمل، وما يتعلق بالعمل الجزءي فترة الصيف لاكتساب الخبرات أو التفكير ببدء مشروع صغيرة وتجربة مجال ريادة الأعمال إن كان راغباً بدخوله مستقبلاً، وما هي الدورات والشهادات الاحترافية التي تتناسب معهم في هذه المرحلة.
وهناك أيضاً الطالب المتعثر بالجامعة والذي يرغب في تغيير تخصصه أو الجامعة ومتى يتوجب عليه اتخاذ القرار وما هي الخطوات الصحيحة للقيام بذلك، فهناك أوقات قد يكون فيها اكمال الدراسة أفضل كطالب لم يتبق على تخرجه إلا 6 شهور فقط، وهناك أوقات يكون التوقف ضروري كالمتعثر في تخصصه لسنوات ولا يوجد أمل من مواصلة الدراسة أو اصلاح المعدل.
مع العلم أن لكل حالة مشورة خاصة ولكل طالب ظروف مختلفة تستلزم الجلوس مع مرشد مهني مطلع لمناقشة الحلول المقترحة المناسبة لحالته، فلا توجد حلول معلبة تصلح للجميع.
الموظفين العاملين في الشركات والمؤسسات المختلفة: وهنا تبرز أكثر من مسألة متعلقة بالموظفين، منها القرار بإكمال الدراسات العليا وهل هناك فائدة في عمل ذلك؟ وفي أي تخصص؟ أم أن الأمر لا يستحق وهناك خيارات أفضل؟ فقد تكون الشهادات الاحترافية والدورات المهنية هي الخيار الأفضل للترقي والحصول على فرص وظيفية أفضل.
وكذلك الأمر يتعلق بالموظف الذي يرغب بتغيير وظيفته أو مكان عمله، وكيف يمكنه التخطيط لعمل ذلك بأقل قدر من الخسائر، فالاستقالة دون وجود فرصة مضمونة قد يوقع هذا الموظف فيما هو أسوأ من استمراره على وظيفته السابقة، والأمر أشبه بحجز الكرسي حيث الكل لديهم كراسي خاصة بهم، ولو أردت ترك كرسيك فلابد أن تضمن كرسي آخر حتى لا تضطر للوقوف لفترة طويلة وتتعب قدماك.
وأيضاً الأمر متعلق فيمن يفكر ببدء مشروعه الخاص واتباع الشغف كما يقال، ومتى يكون قرار الاستقالة صائباً ومتى يكون سبباً في ضرر أكبر إذا لم تنجح الفكرة، فلا يوجد أي ضمانات لنجاح أي مشروع مهما كانت الفكرة متميزة، ولابد من التخطيط الجيد قبل الاستقالة والتفرغ لبدء مشروع الخاص.
وأختم بالحكمة التي تقول: ما خاب مَن استشار، ولا ندم مَن استخار.