كنت كغيري كثير أعتقد أن التدريب هو برنامج مطول (مدرب يتكلم ومشاركين يتفاعلون فقط) مصحوب ببعض الفعاليات والأنشطة الحركية هنا وهناك، وتنجح هذه الدورة إذا تفاعل المشاركين مع المدرب طوال مدة التدريب بشكل إيجابي.
قد يكون في هذه النظرة شيء من الصحة، ولكن اكتشف أن التدريب مختلف تماماً عن ذلك وأن هناك مراحل لابد وأن يمر بها أي برنامج قبل أن يتم تنفيذه على أرض الواقع من خلال مشاركتي في دورة تدريب المدربين مع معهد الإدارة العامة بمملكة البحرين.
والذي تعلمت من خلالها قبل كل شيء الفرق بين التدريب وغيره من الممارسات الكثيرة المتاحة في الواقع، وتعلمت أيضاً طريقة تصميم البرامج التدريبية بشكل احترافي، وأهمية فهم وتحديد الجمهور المستهدف لضمان مناسبة المحتوى معهم، وكيف أبدأ وأنطلق بالعرض ثم أختم بالشكل المناسب مع تعلم طريقة الوقوف والحركة الصحيحة في القاعة وضرورة التحكم بنبرة الصوت وطبقاته للحصول على أقصى انتباه من المشاركين وابعاد الملل عنهم، ولا أنسى أهمية اختيار الأنشطة المناسبة لكل فئة مع الاعتناء بالنشاط الافتتاحي أو ما يسمى بكسر الجليد لتسريع من وتيرة اندماج المشاركين معك بالبرنامج وكسر الحاجز معهم.
وقد تم تقسيم البرنامج على مدار شهرين مع احتواءها على الكثير والكثير من التطبيقات العملية والتي قدمها المدرب المبدع خالد العيد في 110 ساعة تدريبية.
بدأ البرنامج بالتعريف بمفاهيم التدريب وما المقصود منه، ثم دخلنا لمرحلة تحديد الحاجة والتي من خلالها سيتم تصميم برنامج تدريبي لتلبية هذه الحاجة كتعزيز مهارة ما أو تعليم برنامج أو تطوير أو غيرها من الاحتياجات المتعددة والتي لا يخلو منها أي مجتمع أو مؤسسة.
ثم المرحلة التي تليها وهي تصميم الحلول التدريبية المناسبة لتلبية هذه الحاجة، فربما يكفي تقديم محاضرة تعريفية، أو برنامج تدريبي قصير، وربما جلسة إرشادية وجهاً لوجه، أو غيرها من الطرق المتاحة والتي درسنا خلال الدورة أكثر من 12 وسيلة منها، فليست كل المشكلات أو الأمور تحل عن طريق الورش التدريبية فقط كما يعتقده الكثير.
وهنا بعد تصميم الحلول وكتابة تفاصيله وماذا سيتعلم الفرد منها يأتي دور تصميم الدورة الفعلية كمحتوى مقروء أو مشاهد، وشرائح العرض، وكتيب مساعد للشخص الذي سيقدم الدورة ويمكن اعتبارها كالمرجع الذي يحتوي على أهم المراجع والمصادر والتطبيقات التي سيتم تنفيذها خلال فترة التدريب، وفهم أنماط المتعلمين وكيفية التعامل معهم بالشكل المناسب.
والمرحلة الرابعة وهي التنفيذ الفعلي للبرنامج على أرض الواقع، ومن ثَمّ تقييمها لفهم مدى مناسبة المادة والمحتوى والحصول على ما من شأنه تحسين الاداء والمستوى بشكل عام، كما تعلمنا تعدد الطرق المتاحة للتقييم وأنه ليس محصوراً فقط بالاستبانات الورقية أو الالكترونية كما يشتهر عند الناس.
واختتمت الدورة بالمشروع العملي، والذي كان من متطلبات اجتياز الدورة وكانت 4 متطلبات وهي:-
- تصميم استبانة تحديد الاحتياجات التدريبية لإقامة البرنامج.
- استمارة فيها كافة تفاصيل البرنامج ونبذة عن المحتوى وماذا سيتعلم الفرد في نهايتها.
- تصميم المادة التعليمية التي سيستخدمها المتدرب خلال البرنامج وتكون له مرجعاً مع إضافة المصادر.
- عرض تقديمي لمدة ربع ساعة أمام لجنة تحكيم ستقوم بتقييم ماذا تعلمت خلال الدورة وماذا طبقت خلال هذا العرض.
وأحمد الله أن وفقني للمشاركة في هذه البرنامج والاستفادة مما طرح فيها من أمثلة ودراسة حالة وتطبيقات نافعة، وأرجو أن يكون ذلك عوناً لي في عملي ومجالي بإذن الله.
كل الشكر لإدارة المعهد على تنظيم مثل هذه البرنامج المميز والتي استفدت منه كثيراً.
والشكر موصول للأستاذ الكبير خالد العيد على مشاركته العديد من أسرار هذا المجال وتعليمنا الكثير خلال هذه البرنامج الماتع.
وكل تمنياتي للإخوة المشاركين بالدورة النجاح والتوفيق لنقل الخبرات المكتسبة لجهات عملهم فقد كانوا من نخبة من عرفت وأتمنى لهم الخير.
ولا أنسى أن أقول أن هناك دفعة جديدة لهذه الدورة ستبدأ في شهر أكتوبر القادم 2023م ويمكنكم الاطلاع على تفاصيل الدورة من خلال موقع المعهد: برنامج إعداد المدرب المحترف TOT
فإن كنت مهتماً بمجال التدريب والتعليم الاحترافي وتفكر بالدخول فيه فأنصحك بالتفكير في هذه الدورة والاطلاع على تفاصيلها، فلعلك تجد فيها ما يناسبك بإذن الله.