هل أنا بحـــاجة إلى قرض؟

تبي تسافر وتوسع صدرك؟

يمكن خاطرك في تلفون جديد؟

أو تبي قرض صغير تمشي امورك؟

حياك عندنا قدم طلب للقرض وفالك الخير..

إعلانات وحملات كثيرة كلها تريدك أن تقترض وكلها في الظاهر أنها تحل مشكلة من مشكلاتك وتقدم لك يد العون فهل هذا ما يُراد فعلاً؟

وهل أنت فعلاً بحاجة إلى قرض؟ ولو فرضنا أنك بحاجة إلى قرض فكم ستحتاج فعلاً؟ وما المبرر لأخذ قرض للترفيه أو لشراء ما يتعدى إمكانياتك ووضعك المالي؟

ماذا نقول عن رجل رزقه الله ببيت جديد فقام وباع كل الأثاث السابق في شقته بسعر بخس بالرغم من صلاحيته وجودته، واقترض مبلغ 30 ألف دينار لتأثيث البيت الجديد وإضافة طابع الفخامة عليه فهل هذا من العقل إذا علمنا أنه صار يتكفف لدى الجمعيات الخيرية ويبذل وجهه للتجار للحصول على دعم أو مساعدة لأن راتبه لا يكفيه!!

وماذا عمن باع سيارته بسبب مشاكل بسيطة يمكن حلها وإصلاحها واشترى سيارة قيمتها أكثر من قيمة راتبه لثلاث سنوات مجتمعة، ثم وجد نفسه والإفلاس ينتظره في أول الشهر بسبب قيمة القسط المرتفع وتكاليف الصيانة وغيرها من النفقات!!

وهل هناك عاقل يترك المؤسسات التعليمية والجامعات التي يمكنه الدراسة فيها بسعر معقول ويتجه لأغلى الجامعات حتى يرتفع في أعين الناس وهو لا يكاد يدفع أي قسط إلا بعد الأخذ من هذا وذاك والاستدانة ليدفع نفقات كل فصل بصعوبة بالغة، فكيف تقبل ذلك على نفسك وترضى بهذا الأمر؟؟

والأسؤا عندما يبدأ الإنسان مشروعاً تجارياً في مجال لا يفقه فيه وليس لديه أي خبرات أو تجارب ناجحة لا لشيء إلا للوصول لمصاف الأغنياء والتجار ثم يتفاجأ بأنه قد تم الاحتيال عليه وسرقة مُدخرات العمر مع مبلغ القرض الذي اقترضه للأسف والصحف ووسائل التواصل مليئة بقصص مؤلمة للغاية حول ذلك.

ومن أراد معرفة حقيقة ما يعيشه الناس فليذهب ويرى طوابير الناس في المحاكم وقضايا الديون والمطالبات التي صارت عليهم، واسألوا من يعمل في أي مؤسسة خيرية أو جهات تعمل في مساعدة الناس عن أكثر المشكلات التي تصلهم ويبحث الناس عن مخرج منها، وطالعوا الأخبار التي تنشرها الصحف الرسمية لمعرفة حجم المأساة التي وقع فيها البعض.

والسؤال هنــــا… كيف أحمي نفسي من الوقوع في هذه المشكــــلات وما الحل؟

فأقول لا تقترض إلا في أضيق الحالات وإذا وصلت لطريق لا يمكنك فعل أي شيء بجهدك وما معك من المال، كالحاجة لعملية جراحية عاجلة، أو لتغطية مصاريف الزواج أو بناء البيت وغيرها من الأمور ما استطعت لذلك سبيلاً.

وحتى لو أردت الاقتراض لتجديد البيت أو الأثاث أو السيارة أو للزواج فاحرص على ألا يتجاوز القسط ثلث الراتب إن تيسر، وأن المتبقي لك يكفيك لمصاريفك ومختلف الضروريات حتى نهاية الشهر، ولا ننسى أن يكون إنفاقك يتناسب مع مستوى دخلك ووضعك الحالي وأن تدرس الخيارات المتاحة بشكل واف.

فن كان راتبه على سبيل المثال 500 دينار فيمكنه النظر في السيارات التي لا تتعدى قيمة القسط الشهري لها السبعين ديناراً أو أقل خصوصاً إذا كان يفكر في الزواج لاحقاً والاقتراض مجدداً، ويمكنه النظر للسيارات المستخدمة الجيدة وشراها نقداً أو بالأقساط أو القيام بإصلاح سيارته الحالية والاستمرار عليها إذا كان ذلك ممكناً.

وأما النظر لما في أيد الناس والرغبة في مجاراتهم ونيل إعجابهم فهذا بحر لا ساحل له ومهما فعلت فلن تنال رضا الناس عنك، وحتى لو حصلت عليه فماذا بعد؟ هل سيزيد رصيدك البنكي أو أنك ستجد السعادة أم سيقوم الناس بسداد الأقساط نيابة عنك!!

والأفضل أن تتمهل قبل الإقدام على قرار الشراء بالتقسيط أو الاقتراض لعدة أيام حتى تأكد من حقيقة الرغبة والدافع للاقتراض فلعله الحماس أو فكرة طرأت على رأسك وبعد أيام ستزول.

ومن المهم أيضاً أن تسأل أهل الخبرة والاختصاص في الأمور الشرعية والمالية وتطلع على اشتراطات الشراء بالتقسيط أو القرض بروية حتى تكون على بينة وعلم ولا تقع ضحية النصب أو الاحتيال.

وكل ما سبق هو عن القروض التي تعطى بدون فوائد أو المعاملات الإسلامية البعيدة عن الربا، وأما من سار في طريق الربا فقد دخل نفقاً موحشاً ووقع فيما نهى الله عنه من المعاملات وحرمه وصار من الذين توعدهم الله بالحرب، وكيف سينجو المرء إذا حاربه الله في رزقه وصحته وعافيته وحياته وأين سيختبأ الواحد منا حينها؟

 قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾.