فن البدء والانتهــاء من الأعمــال

ألف المؤلف الأمريكي جون آيكوف كتابين مميزين وللأسف لم يترجما للعربية حتى الآن، الأول بعنوان “إبدأ Start” والثاني بعنوان “الوصول لخط النهاية Finish”.

يتكلم الكتاب الأول عن الأسباب التي تجعل الناس لا يبدأون في أي شيء وتمر السنوات وهم يسوفون الأعمال ويؤجلونها دون معرفة السبب!!

فالبعض لا يعرف ما الأعمال التي ينبغي البدء بها ولا كيفية معرفة ذلك، والبعض حتى لو كان يعرف ماذا ينبغي عمله فهو يؤجل ويؤجل ولا يبدأ بالعمل بتاتاً وهو يتوهم صعوبته واستحالته.

ويناقش الكتاب الثاني الأسباب التي تجعل الناس لا يصلون للأهداف التي يرسمونها لأنفسهم وذكر منها عدداً من الأسباب منها:-

  • حجم الأهداف التي يرسمها الشخص لنفسه: ذكر المؤلف قواعد جميلة تندرج تحت هذا البند منها قاعدة تقليص الأهداف إلى النصف، وأن حجم الهدف قد يكون هو العائق للبدء والإكمال. فمن قرر أن يخسر من وزنه 10 كيلو في شهر واحد على سبيل المثال ولم يستطع تحقيق ذلك فيمكن أن يقلل المقدار إلى 5 كيلو، وهذا أمر نسبي يتعلق بالشخص نفسه وتختلف قدرات الناس وإمكانياتهم في ذلك.

وأما إذا كان الهدف لا يقبل تقليصه للنصف مثل الإنتهاء من كتابة مسودة الكتاب وتسليمه لدور النشر فيقترح المؤلف زيادة الوقت المخصص لإتمام هذا العمل.

وقد تكون المشكلة في كمية الأهداف التي يرسمها الشخص لنفسه وضرورة التخلي عن البعض منها. فليس كل هدف يضعه الإنسان لنفسه ضرورياً أو لابد من إنجازه في الفترة الحالية.

  • الأعذار والمعتقدات الخفية: يتكلم المؤلف عن الأعذار والمعتقدات التي يحملها الشخص لنفسه لعدم البدء أو اكمال العمل، وعلى رأس ذلك التطلع للمثالية في العمل والسعي لإنجاز المشروع بأعلى مستوى من الإتقان، وهذا يعني هدر الكثير من الساعات في سبيل الوصول لأمر يستحيل تحقيقه.

والتخلي عن هذه الفكرة وإتمام العمل بشكل جيد أو فوق الجيد أفضل من هدر الأوقات للوصول للمثالية ومن ثم ترك العمل وإكماله.

  • احتفل بما حققت وأنجزت: مكافئة النفس أمر مهم للغاية وننساه في أغلب الأوقات، ولكننا في المقابل لا ننسى تقريع أنفسنا إذا ما قصرنا عن العمل ولومها. ويتكلم المؤلف لأمر كلنا يقع فيه ألا وهو النظرة القاصرة للنجاح والوصول للأهداف. فإنجاز العمل بنسبة 80% هو إنجاز وعمل يستحق الإشادة حتى لو لم تنتهي منه، وإتمام 6 مهام من أصل 9 هو أيضاً إنجاز. فغيرك لم يبدأ بالعمل ولم يحقق أي شيء وأنت رسمت لنفسك أهدافاً وحققت بعضها وجزءاً منها.

وهذه بعض القواعد والنصائح التي وردت في هذين الكتابين المميزين والذي أتمنى أن تتم ترجمتهما للعربية ليُستفاد منهما، وأن يستفيق الواحد منا من وهم المثالية ونترك التسويف بالأعمال والمشاريع التي نتمنى تحقيقها والوصول لها.

وأجد شخصياً أن أصعب مرحلة في أي عمل هي البدء وكسر الأوهام التي نرسمها في عقولنا حول مدى صعوبة هذا العمل أو ذاك، والوقت الذي سيستغرقه العمل للإنتهاء.

وأختم بإقتباس من كلام المؤلف جون آيكوف يقول فيه: “كلما إجتهدت للوصول للمثالية، كلما كان احتمالية وصولك لأهدافك أقل”.