اقرأ، أول آية أنزلها الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5))
وهي مفتاح التحسين والتطوير وتغيير حياتك للأفضل..
وهي مقياس تقدم ورقي الأمم، وكلما زادت عدد ساعات القراءة بين الناس كلما زاد الوعي وانكس ذلك على جميع جوانب الحياة.
وسواء كانت المادة المقروءة كتاب ورقي، أو رقمي، أو مثال، أو جريدة أو غيرها فكل ذلك سيفتح لك أبواباً من المعرفة والوعي.
والدنيا دار أسباب، وعن ذلك يذكر الدكتور عبدالكريم بكار في كتابه الرائع – مفاهيم قرآنية في البناء والتنمية – هذه المقولة:
” ولهذا فإن القرآن الكريم يؤكد في كثير من آياته على أن هذه الدنيا دار أسباب، وأن لكل نتيجة أسبابها ومقدماتها، ولكل فعل آثاره الملائمة له ومن هنا فإن على المسلم أن يبني خططه وآماله على ذلك، وليس من حق أي إنسان أن ينتظر نتائج لم ينجز مُقدماتها. يقول – جل و علا – : ((ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مُخضرة إن الله لطيف خبير)) [الحج: 63].”
وبالقراءة يكتشف الإنسان جوانب تميزه واهتماماته، وذلك سينعكس على حياته لو أحسن استثمار موهبته، وأكثر ما يعيق الطلاب في زماننا عن فهم أنفسهم والاختيار الصحيح للتخصص ومجالات العمل هو بعدهم عن القراءة، وعن ذلك يذكر الكاتب عبدالله المغلوث كلاماً جميلاً في كتاب – تغري في السعادة والتفاؤل والأمل – قال فيه:
” لو كل واحد منا أدرك أين تكمن موهبته وعمل على تنميتها وصقلها لن نجد يائساً بجوارنا. وحتى لو لو يملك أحدنا موهبة مُحددة باستطاعته أن يصبح ناجحاً إذا رغب في ذلك. هذه الرغبة تتطلب جهداً وعزيمة وليست نوماً واتكالية. يقول نوفاليس: (( يستطيع جميع الناس أن يكونوا نوابغ لو لم يكونوا كُسالى )).”
ولعلك عندما تقرأ تجد الحل لمشكلاتك، وما سيساعدك على تقبل واقعك، والتعايش معه، أو على الأقل التخفيف من ذلك، ومن تلكم الكتب الملهمة التي قرأتها وانتفعت بها كتاب – كيف تتخلص من القلق وتبدأ حياتك – للمؤلف ديل كارنيجي وقال فيه:
“عندما تهب الرياح العاتية المحرقة، التي من شأنها أن تؤدي بحياتنا، ولا نستطيع أن نكبحها أو نصمد في وجهها كي نمنعها، فما علينا إلا أن نقبل ما هو مُقدر ومكتوب، وبعد ذلك نشغل أنفسنا بما هو مفيد، حتى نستعيد صحتنا وحيويتنا.”
وهذه الاقتباسات الثلاثة جمعتها من 3 كتب، ولك أن تتخيل ماذا ستجد من درر وفوائد في بقية الكتب.
ونصيحتي لك، أن تختار كتاباً لتبدأ معه، وتقرأ كل يوم صفحتين فقط منه لا تتجاوزها حتى تصير القراءة لك عادة، وحينها يمكنك أن تزيد ما تشاء.
فهل فكرت في الكتاب الذي ستقرأ؟
شاركنا ذلك في التعليقات..