اشترى رجل سيارة جديدة من الوكالة، وأول فعل قام به هو ملء الخزان بالماء بدلاً عن البنزين، ولما رجع للوكالة يشتكي عطل السيارة وخرابها جاءه الرد أن السيارة تعمل بالبنزين، وهو أمر متعارف عليه، ولو أنك فتحت كتيب الشركة الصانعة لقرأت نوع البنزين وكميته، وفعلك هذا يعتبر تخريبا متعمدا ولا يمكن بحال من الأحوال تعويضك عن الضرر ولا قبول اعتذارك بالجهل.
فهل يمكن تبرير فعل هذا الرجل بأنه حرية شخصية ويجب على الوكالة تقبل ذلك؟ أم أن الشركة المصنعة للسيارات هي التي تضع القوانين والاجراءات التي تضمن سلامة السيارة وما يطيل عمرها الاستهلاكي قدر الإمكان، وأن أي مخالفة لذلك يعتبر تقصيرا متعمدا يلحق الضرر والعطب بالسيارة!!
وفي نفس الإطار، وعند التوجه للإنسان، والذي خلقه الله وأنزل التعليمات والتوجيهات التي تضمن استمرار النسل الإنساني والفطرة السوية بتوجيهات عديدة منها قوله تعالى في سورة الشورى ((أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَٰثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)) (الشورى: 50) ذكر الله الذكور والإناث فقط، ولا يوجد جنس آخر.
وذكر الله في سورة الروم العلاقة الوحيدة التي يمكن أن يرتبط بها بني البشر ويتكاثرون ألا وهي الزواج فقال جل وعلا في سورة الروم ((وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ)). (الروم: 21)
جاء في التفسير الميسر حول هذه الآية: “ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لأجلكم من جنسكم -أيها الرجال- أزواجًا؛ لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن، وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة، إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون، ويتدبرون.”
فليس هناك زواج إلا بين الرجل والمرأة، وحكى الله تعالى عن فئة من الذين خالفوا أمره في ذلك فقال في سورة الشعراء ((أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ)). (الشعراء: 165)
وقد ورد معنى جميل في التفسير الوسيط حول هذ الآية فجاء فيه: “قال لوط لقومه: أبلغ بكم انحطاط الفطرة، وانتكاس الطبيعة، أنكم تأتون الذكور الفاحشة، وتتركون نساءكم اللائي أحلهن الله – تعالى – لكم، وجعلهن الطريق الطبيعي للنسل وعمارة الكون .إنكم بهذا الفعل القبيح الذميم، تكونون قد تعديتم حدود الله – تعالى – وتجاوزتم ما أحله الله لكم، إلى ما حرمه عليكم”.
فالله خالق الكون، وخالق جميع الكائنات، وهو الذي وضع القوانين التي تنظم حياتهم ومعاشهم، وهو أعلم بما يصلح للإنسان من تشريعات وأحكام تحفظ حياته وفطرته.
وكلنا مطالب ومسؤول بالتصدي لأي دعوى تخالف الفطرة السوية من التضليل والتشويه، ولقد أحسنت جمعية التربية الإسلامية بدء حملة الفطرة السلمية للحفاظ على ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، جزاهم الله خيرا.