سؤال يرد دائماً عن اختيار التخصص

من الأسئلة التي تتكرر دوماً حول اختيار التخصص هو السؤال عن التخصصات التي تضمن لصاحبها التوظيف بعد التخرج.

فهناك من لا يريد المجازفة والتوجه لتخصصات يكون التوظيف فيها حسب العرض والطلب وتقلبات سوق الأعمال.

وفي الحقيقة لا أعلم تخصصاً يضمن لصاحبه التوظيف إلا ما يرتبط مع جهة حكومية أو خاصة بعقد توظيف بعد انتهاء مدة الدراسة، أو ما يعرف ببرامج الابتعاث المشروطة بالتوظيف والتي تقدمها بعض المؤسسات الحكومية والخاصة والتي تحدد شروطهم ومواصفاتهم من معدلات أكاديمية ولغة ومعايير تفضيل أخرى من قبل جهة الابتعاث ذاتها.

أما ما سوى ذلك فليس هناك ضمان للحصول على وظيفة بعد التخرج.

وربما تحصل على وظيفة مناسبة بالرغم من وجود نسبة بطالة عالية حينها في المجال، وربما يتأخر التوظيف عدة أشهر أو سنوات، وربما تجد الوظيفة في مجال آخر غير التخصص الذي درست، وربما تتوجه لفتح مشروع استناداً لما تعلمته واكتسبته من مهارات في الجامعة وقد يكون غير ذلك.

ما أعرفه هو أن الأرزاق مقسومة كلٌ سيأخذ نصيبه المُقدر له، وعلى كل إنسان السعي واستنفاذ كافة السبل للحصول على الفرصة المناسب، ولن يأتيك رزقك إلى البيت أنت نائم وتنتظرها!! بل ستأتيك بعد أن تسعى وتبذل الأسباب التي تقدر عليها لتحصيلها.

وبالنسبة لسوق العمل، فما هو مطلوب اليوم قد يحصل فيه اكتفاء غداً، وما فيه بطالة كبيرة اليوم قد يحصل فيه طلب شديد بعد 3 أو 5 سنوات من الآن، لا أحد يعرف ذلك على وجه التحديد ولا يمكن التأكيد على ذلك.

فالأحداث من حولنا، وتقلبات الاقتصاد، والأزمات العالمية، والاكتشافات النوعية لمعدن أو عنصر نادر في البلد، وبعض القرارات الحكومية من توطين للوظائف أو خصخصتها، والمشاريع الصناعية والتقنية الكبيرة النوعية التي يتم اقرارها وتنفيذها، والتقنية العالية من برامج وتقنيات ذكاء اصطناعي وغيرها كثير كلها عوامل تصب في واقع التوظيف وتؤثر فيه ولا يمكن التنبؤ بها.

وما يمكنك فعله هو التأقلم مع هذه المتغيرات قدر المستطاع، ومحاولة إيجاد الطريق من بينها هو السبيل للتعايش والعثور على الفرصة المناسبة مستقبلاً في سوق العمل لا الجمود والانكسار أمامها.

كما أن التعلم المستمر واكتساب المهارات التي ستجعل منك قيمة نوعية وإضافة للمؤسسة التي ستعمل فيها هو ما سيُسهل عليك بإذن الله العثور على العمل المناسب بإذن الله بغض النظر عن تخصصك.

والذي درس تخصص الكيمياء وحضر دورات متنوعة في التعليم الإلكتروني وطرق التعليم عن بُعد، فمثل هذا عندما تحل أزمة مثل أزمة كورونا فهو قادر على التأقلم وابتكار سبل للعمل وايصال المعلومة للطلبة، وقادر على انشاء مبادرات الكترونية وفتح حساب لتعليم المجال للطلبة إلكترونياً والذي قد يتحول لمشروع ومصدر للدخل مستقبلاً.

فهل يستوي مثل هذا مع الذي لا يريد التعليم إلا بواسطة القلم والسبورة ويرفض الخروج عن هذا الإطار؟؟

وقس الأمر على بقية التخصصات تتضح لك الصورة.