يرى الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله – أن الله منحه نعما جمة لكن أعظمها هو عمله في عدة جهات ما جعله يتكيف مع ظروف جديدة ويصبح إنسانا أفضل.
تشكلت في ذهنيتنا العربية قيم خاطئة منها ”أسطورة الاستقرار”، وهي أن تستمر في مكان واحد طيلة حياتك أو أطول فترة ممكنة. إن الاستقرار لمن يعيش أجواء سلبية في عمله عذاب، والعذاب لا يمنحك سوى الأسى والخيبة. ثمة خيار واحد تتطلبه هذه الظروف الممضة يتجسد في الانتقال إلى مكان آخر يكفل أجواء أكثر صحية تلهم الإبداع والإنتاج.
إن الاستقرار أسطورة والأساطير لا يعتد بها. ما يحتاج إليه الإنسان لكي يستمر شغوفا هو الحلم والأحلام لا تتكاثر في بيئة تتفشى فيها المؤامرات والدسائس والإحاطات. المكان الذي لا يمنحك حقك في الحلم لا يستحق أن تستمر فيه. اعثر على آخر يبعث الأحلام في صدرك.
لقد وصل الكثير إلى أحلامهم لأن الأجواء التي يعملون فيها كانت كسطح ”الترامبولين”، سطح مطاطي، يجعلك تقفز إلى أبعد مدى، وليس كالأرض الخشنة. إن أحلامنا كالفاكهة لا تنبت إلا في بيئة خصبة ومناخ ملهم. ابحث عن هذا المكان لتقطف أحلامك وتتناولها.
عبدالله المغلوث
مقال “أسطورة الاستقرار”