هل تشكو من قلة الرزق وتراكم الهموم؟
تخيل أنك قمت هذا الصباح وقد سُلبت جميع النعم التي عندك من صحة ومال مهما كان يسيراً وحرية ومكان تأوي إليه ليلاً فتنام ولا تخشى على نفسك.
كيف سيكون إحساسك حينها وبماذا ستشعر؟
لا تقرأ هذا الكلام فقط، بل أغلق عينك وتخيل وقوعه وكيف سيكون شكل حياتك حينها؟
ماذا ستتمنى وأنت على تلك الحال؟
وكيف ترى ما كنت فيه من نعم بعد فقدها؟
أغلبنا يركز بصره وذهنه فقط على ما ينقصه ولا يرى ما يملك وحباه الله من نعم كثيرة ألفناها واعتدنا وجودها فلم نعد نفرح بذكرها أو بوجودها.
أنت تمتلك نعم كثيرة، ولو تأملت فيمن حولك ومن هم دونك وتفكرت عرفت ذلك.
وليس المقال دعوة للكسل والرضى بالأمر الواقع دون سعي للتغيير كلا، بل هو دعوة للرضى بما تمتلك الآن من نعم وما لا يسعك تغييره من أمور، وهو دعوة للرضى بما حصلت عليه من نتائج بعد تعبك واجتهادك في شتى الجوانب.
وفي صحيح مسلم: أن أبا عبدالرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادماً، قال: فأنت من الملوك.