لماذا يرفض البعض فرص العمل المتاحة أمامه؟؟

البطالة مرحلة قد تطول وتقصر عند الشباب حديثي التخرج.

وقليل هم من يجد العمل والوظيفة المناسبة قبل تخرجه من الجامعة.

ولكن، ليس كل عاطل يصح أن نطلق عليه ذلك، فمنهم من تكاسل عن اغتنام الفرص المتاحة وقَصّر في السعي والحركة، ومنهم من يحمل قناعات مضللة وخاطئة تمنعه من العمل.

فالبعض لا يمنعهم الكسل من العمل والمبادرة، بل شعورهم المبالغ بالاستحقاق، وانهم يستحقون أكثر مما يُعرض عليهم من وظيفة وراتب بالرغم أنهم حديثي التخرج من الجامعة ولا يملكون أي خبرة ولا مهارة، والناجحين في اعمالهم والمتميزين عندما تغمرهم هذه المشاعر فإنها تكون بعد سنوات من الخبرة والممارسة والتعلم من الأخطاء.

وقد التقيت بأحد هؤلاء، ممن جلس بالبيت بعد التخرج من الجامعة لسبع سنوات دون خبرة ولا عمل، وطلب مني البحث عن وظيفة له، وعند الحديث معه لم أجد الرغبة للعمل إلا في مهام ووظائف يحددها هو، ويرى أنها في مقامه وإلا كان مصيرها الرفض والحفاظ على كرامته، فهو كما يزعم جامعي، ويستحق الكثير.

والبعض يخشى من نظرة المجتمع وكلام الناس، وماذا سيقال عنه إذا كان صاحب حرفة أو مشروع يعمل ويكسب من خلاله، ولو علم أن الناس في كلتا الحالتين سيتكلمون عنه، سواء إذا جلس بالبيت أو أخذ بالفرص المتاحة أمامه.

وأنا شخصياً لو كنت صاحب عمل وأتاني أحد هؤلاء ممن قضوا السنواتٍ الطويلة بالبيت دون حركة ولا عمل فلن أقبل به بتاتاً، بخلاف من كان يسعى ويجتهد في أكثر من جانب ولم يرضى بالجلوس بالبيت فهذه أول العلامات الدالة على جديته وحماسته للعمل..

والواقع المثالي الذي نحلم به مختلف تماماً عن الواقع الذي نعيشه ولا نملك في تغييره الكثير، والمطلوب في كثير من الأحيان التأقلم والبدء بالقليل ومواصلة السعي حتى نصل لما نطمح إليه، أما الإكثار من الكلام وتكرار القيل والقال ثم نحن في مكاننا والواقع كما هو فليس من العقل بشيء.

وربما يمكننا تحسين الواقع بشيء يسير، ولكن هل سننتظر ونجلس في البيت حتى يتغير الواقع ويصبح كما نريده ونطمح إليه!!

أترك الجواب لكم..