ما هي التخصصات المطلوبة مستقبلاً؟
نسمع كثيراً عن تخصص الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، البيانات الضخمة، البلوكتشين، وغيرها من التقنيات والتخصصات التي نسمعها على أنها من التخصصات المطلوبة مستقبلاً.
فهل هي مطلوبة بالفعل؟
وهل سيجد الخريجين منها الوظائف الموعودة مستقبلاً؟
فقد تكلم البعض في السابق عن هندسة الطاقة البديلة على أنه التخصص الذي سيكتسح السوق في يومنا هذا، وحتى الآن لم تظهر المؤشرات الفعلية لذلك من وظائف وأقسام مستحدثة بالصورة التي أثيرت حوله مسبقاً.
ولهذا السبب فالأمر يحتاج للقليل من التأمل والتثبت قبل الإقدام على مثل هذه التخصصات والتي يكثر الكلام حولها.
وهذه مجموعة من التساؤلات المفيدة قبل اختيارك لأي تخصص يُقال إنه من تخصصات المستقبل وسيكون عليها الطلب مستقبلاً أذكر منها:
- هل التخصص مطلوب فعلاً في سوق العمل؟ اقرأ وأسأل عنه المتخصصين والعاملين فيه أو في المجالات القريبة منه، فمجال الأمن السيبراني موجود منذ مدة في سوق العمل، وسؤال العاملين فيه سيساعدك في فهم حجم الطلب على التخصص في الوقت الحالي والمستقبل.
- هل الدراسات والإحصائيات المنشورة عن التخصص تنطيق على سوق العمل والمكان الذي ستعمل فيه؟ تأكد من الدراسة التي تتكلم عن هذا التخصص وأنها ليست مرتبطة ببلد وسوق معينة، فكل بلد يختلف في حجم وسرعة تطبيق التقنيات الجديدة في سوق العمل، ومن الظلم ترجمة الأخبار والدراسات المرتبطة بالسوق الأمريكي أو غيرها وتعميمها على سوق العمل والوظائف عندنا.
- هل المصدر الذي يتكلم عن التخصص موثوق؟ تأكد من المصدر الذي ومدى مصداقيته قبل الإقدام على أي تخصص، فكلما كانت الجهة أو الشخصية التي تتكلم عن الموضوع متخصصة بالمجال وتتكلم بالأرقام والأدلة من الواقع كلما كان الكلام أقرب للصحة، فبعض الحسابات في وسائل التواصل والمواقع والصحف تنشر مثل هذه الإحصائيات والأخبار من باب النشر فقط دون تمحيص أو تثبت.
- هل بحثت وقرأت جيداً عن التخصص؟ يكتنف بعض التخصصات الجديدة والتقنيات التي قد تُطبق في الواقع نوع من الغموض أو التضخيم المبالغ فيه، وكلما كانت الصورة أوضح وبعيدة عن الأوصاف الفضفاضة (مثل: تخصص المستقبل، التقنية التي ستغير العالم، وغير ذلك.. ) كلما كان اختيارك أبعد عن العواطف وأقرب إلى الواقعية.
- ما التخصصات المرتبطة بهذا التخصص الذي تود اختياره؟ هل التخصص فرع جديد من فروع العلم أو جزء من تخصص قائم؟ فتخصص الأمن السيبراني على سبيل المثال فرع من تخصصات الحاسوب، ويمكن للطالب خريج علوم الحاسوب أو هندسة الحاسوب دراسة هذا التخصص في مرحلة الماجيستير أو دراسة الشهادات الاحترافية في هذا التخصص والعمل به، ويمكن كذلك التخصص في الأمن السيبراني من البداية.
ويعتمد الاختيار في نهاية المطاف على الطالب، والتخصص الواضح والذي توجد فيه فرص قائمة في سوق العمل قد يكون أفضل من التخصص الجديد الذي لا يمكنك التأكد من وجود طلب عليه ويُظن أنها ستكتسح السوق مستقبلاً، وهذه قناعتي الشخصية حول هذه التخصصات.
وقد حصل هذا الأمر معي فيما مضى مع تخصص نظم المعلومات الإدارية، فقد ظهر التخصص مع الانتشار الكبير للإنترنت بعد العام 2000م، والذي قيل عنه آنذاك أنه تخصص المستقبل، ومع الوقت ظهر زيف هذا الادعاء ولم تتوافر الكثير من الوظائف التي يمكن العمل بها بشهادة البكالريوس إلا بعض الوظائف المحدودة والتي كانت تتطلب سنوات من الخبرة لشغلها كوظيفة أخصائي نظم وأخصائي تطوير نظم إدارية.
المستقبل غيب، وكل قرار تأخذ به سيقود لنتائج مختلفة، ولا يمكن أن يعرف الإنسان تبعات أي اختيار بنسبة كاملة، ونحن نبحث ونجمع البيانات التي يمكننا عن أي تخصص ونبذل ما بوسعنا ليكون اختيارنا أقرب للصواب بإذن الله.
جزاك الله خير أ. محمد كلام وجيه
أنا بتوصية من الوالد أخبرني أن أدرس الهندسة المدنية مثله و كنت أرغب في هندسة الحاسوب و التكنولوجيا بشكل عام
و فكرت في أن التخصصات التكنولوجية غير ثابتة و ربما ستتغير و يوجد البديل الذي يغني عنها مستقبلاً
والخيرة فيما اختاره الله
أسأل الله لكم كل التوفيق في دراستكم وتخصصكم..
وأقترح عليكم الاعتناء بالبرامج والتقنيات الجديدة والتي دخلت لمجال الهندسة المدنية عبر تعلمها واتقانها وبالأخص البرامج التي ستحل محل الكثير من الأعمال اليدوية في مجالك فبذلك تكون قد أخذت بالأسباب والعدة المعينة على التميز في مجالك..
ولا مانع من حضور الدورات في التقنية والبرمجة وتعلمها ان كان هناك مجال ومتسع فكثرة المهارات مفيد اذا لم توقع الانسان في الحيرة والتشتت، وتفتح للواحد الكثير من الفرص بإذن الله..