هل ما أصابني هو عين أم حسد !!

دخل ياسر بن بدر الحزيمي بعد تخرجه من الثانوية لتخصص المحاسبة ظناً منها أن فيها الفرص الوظيفية الأفضل والمردود المالي الأكبر وذلك بعد مشاورة لأحد الزملاء، وعندما تعثر في التخصص وبات عاجزاً عن المواصلة بدأت التحليلات تنهال عليه بأن ما أصابه هو عين وحسد!!

فقد كان من الأوائل في المرحلة الثانوية ووُضعت صورته بالجريدة مع الطلبة المتفوقين، وعُرف عنه التميز والمثابرة من قبل فكيف يتعثر بالجامعة ويعجز عن استيعاب الدروس؟

وتعاطف الكثيرين معه لَمّا اقتنع هو بهذه الفكرة إلا شخصاً واحداً قال له: ليس بك أي عين ولا حسد إنما أنت في المكان الخاطئ، وسأله ماذا تحب؟ فكان الجواب هو اللغة العربية، وكانت هذه أول مرة يُسأل هذا السؤال، فقال له لماذا لا تدخلها إذاً.

وبالفعل دخل لهذا التخصص وأنهى دراستها بتميز كبير وبروز لافت، ولا زلنا إلى اليوم عندما نستمع إلى كلامه أو نحضر لإحدى محاضراته نلاحظ القوة في الأسلوب والطرح المميز.

فهل كان به عين أم حسد أم كان في المكان الخطأ؟

والقصص مثل ذلك أكثر من أن تُحصى، ولا أقول إن العين والحسد لا تؤثران، ولكن لا ينبغي إطلاقهما على كل تعثر وفشل دون النظر لبقية العوامل والتأمل فيها.

 فقد يكون سبب تعثرك هو اختيار التخصص الخاطئ، وعدم اقتناع بالتخصص أو رغبته فيه من الأساس..