كل واحد ما يولد متفرداً في نوعه بطريقة خاصة..

“كل واحد ما يولد متفرداً في نوعه بطريقة خاصة، وهذا التفرد مدموغ في الحمض النووي. إذن، كل إنسان هو ظاهرة تحدث مرةً واحدةً في هذا الكون، فتركيبتنا الجينية لم تحدث قط من قبل، ولن تتكرر أبداً مستقبلاً. وبالنسبة إلينا جميعا، فإن هذا التفرد يعبر عن نفسه أولاً في مرحلة الطفولة عن طريق بعض الميول البدائية. فبالنسبة إلى ليوناردو، فقد ظهر ذلك في ميله إلى استكشاف العالم الطبيعي في مختلف أنحاء قريته، ثم إعادته إلى الحياة على الورق بطريقته الخاصة. وبالنسبة إلى الآخرين، فقد يكون على صورة انجذاب في وقت مبكر نحو أنماط بصرية، يكون لها غالبا دلالة على اهتمام مستقبلي بالرياضيات، أو قد تكون انجذاباً إلى حركات جسدية خاصة، أو ترتيبات مكانية. فكيف يمكننا تفسير هذه الميول؟ إنها قوى في داخلنا تنطلق من مكان عميق هو أبعد من أن تعبر عنه الكلمات الواعية؛ إنها قوى تجذبنا نحو تجارب معينة، وتبعدنا عن غيرها. ومثلما تحركنا هذه القوى هنا وهناك فإنها تؤثر في تطور عقولنا بطرائق خاصة جداً.”

روبرت غرين

كتاب الإتقان