ماذا أفعل اذا تخرجت من الجامعة ولم أحصل على عمل؟؟

سؤال يردده الكثير من طلبة الثانوية والطلبة الجامعيين في سنوات دراستهم بالجامعة، ماذا أفعل اذا تخرجت ولم أحصل على عمل؟؟

كل انسان قبل أن يأتي الى هذه الدنيا قد كتب الله رزقه وأجله، والله الذي رزقك عندما كنت صغيراً وعاجزاً عن ذلك، وهو الذي سيرزقك وانت كبير ولديك من المهارات والقدرات ما يمكنك الكسب والعمل بنفسك، ولكن أين تجد رزقك وما هو المجال أو المكان الذي قدر لك أن تعمل فيه؟؟

وهذه أمور لن تستطيع معرفتها إذا أغلقت عينك عن الفرص الكثيرة المتاحة من حولك وجلست تنتظر العمل وأنت في البيت، فالبحث في كل الشركات والجهات المتاحة في السوق المحلية، والاستعانة بالعلاقات والمعارف التي تمتلكها، والبحث عن فرص عمل قريبة من تخصصك أو بعيدة عنه اذا لم تجد فرصة عمل في تخصصك، والبحث عن فرصة عمل خارج البلد، وبناء مهاراتك ونفسك وأنت في الجامعة ليسهل التعرف عليك في سوق العمل لاحقاً، وبدء مشروعك الخاص أو عبر الانترنت ولو بشكل مصغر، أو الانخراط في مشروع مشترك مع مجموعة من الزملاء، وتعلم مهارة أو صنعة يمكنك الكسب منها، كل ذلك وأكثر من مصادر العمل والكسب.

وما المانع اذا قضى طلاب الثانوية أو الجامعة الوقت في تعلم مهارة أو حرفة أو صنعة أو مشروع مصغر أثناء دراستهم بدل اضافة الأوقات على وسائل التواصل ومتابعة مشاهير السوشل ميديا وقتل الأوقات في ألعاب الفيديو؟؟

وقد لا تجد فرصة للعمل في تخصصك الآن لكن قد تصل لذلك بعد مدة من العمل واكتساب الخبرات، وقد يفتح الله عليك باب رزق كبير في التجارة أو مهارة أو في عملك في مجال آخر لم تكن تفكر فيه من قبل، فالرزق مقسوم لكن السعي واجب، وقد كان اهل هذه البلاد الطيبة في السابق يعملون في مهن صعبة ويُقاسون أقسى الظروف لإيجاد لُقمة العيش.

ونحن في زمن سهلت فيه سُبل التواصل وكثرت فيه المصادر التي يمكن العمل والكسب من خلالها، وعلى رأسها عالم الانترنت الفسيح المليء بالفرص، وقد كثرت المشاريع التي يمكن تقديمها عبر الانترنت والتي لا تتطلب أي رأس مال في هذا الزمن، كتقديم خدمات البرمجة وتصميم المواقع وتصميم تطبيقات الهاتف والعمل في مشاريع التصميم والترجمة والاستشارات في مختلف التخصصات وكتابة الرسائل والتدقيق اللغوي وغير ذلك كثير.

وأكثر ما يثير اعجابي لما أجد أناساً لم يُكملوا تعليمهم الجامعي بل تعليمهم الأساسي يأتون الى بلادنا ويهاجرون من بلدانهم فيتعلمون حرفة أو صنعة أو تجارة ويصبحوا من الأغنياء بعد حين، وتجد أن من توفرت لهم كل الظروف والامكانيات وأنهوا التعليم الجامعي من أهل البلد جالسون في البيت يندبون حظهم، وظروف السوق الصعبة !! بل هناك من يعمل ويكسب في أماكن يصعب الوصول إليها أو الخروج منها وكل سبل العيش والرزق مضيقة عليه وتجده يعمل ويكسب قوت يومه؟؟ وليس الكلام عنهم نقمة عليهم بل إشادة بهم وبما وصلوا له.

أترى لو جلس الواحد من هؤلاء يندب حظه العاثر ويكثر من الشكوى هل كان سيعمل؟؟ أم أن كل شخص منهم تحرك وبذل كل الأسباب المتاحة لإيجاد رزقه وقوت يومه؟؟

فاجتهد في بناء نفسك ومهاراتك، وابحث عن الفرص الكثيرة المتاحة من حولك، ووسع أفق نظرك وانطلق متوكلاً على الله وابذل الجهد وتحرك، وبإذن الله تصل لما يسرك ويسعدك.

 

للمزيد من الأفكار حول الأعمال الجانبية طالع المقال السابق:

هل أنت بحاجة إلى عمل جانبي لزيادة دخلك؟؟