كثيرة هي النصائح التي تصل للطلبة في المرحلة الثانوية لاختيار التخصص المناسب للمرحلة الجامعية، والمؤسف في ذلك كله ليس في الخيارات الكثيرة المتاحة للطلبة انما في جهل الطالب بجوانب القوة والتميز التي يمتلكها، والتي لو وجهها الوجهة الصحيحة لكانت الفرص المتاحة أكثر مما يتصور.
فالقدرات والامكانيات تتفاوت بين البشر، وكما وزع الله الجمال والحسن والطول على البشر فكذلك هي القدرات والامكانات التي يمتلكها كل شخص، والتي تتطلب منه العمل على اكتشافها والسير في تنميتها وصقلها.
وقد مر على أحد الطلبة الراغبين بمجال الطب البشري، ومن خلال جلسة سريعة معه تبين مدى حبه وتميزه البارز في مادتي الرياضيات والفيزياء، ومشاركته في مسابقة الروبوتات بين الطلبة الموهوبين في مختلف المدارس الحكومية والخاصة بمملكة البحرين، ومدى حبه لمجال البرمجة بل واتقانه لغة البرمجة بايثون (Python) وممارسته اليومية لذلك، ومثل هؤلاء الطلبة اذا توجهوا لمجال هندسة البرمجيات أو هندسة الحاسوب فسيكون لهم نجاح بارز وتميز أكبر بكثير من دخوله مجال كالطب البشري والذي قد يتناسب مع غيره من الطلبة.
وغيرهم كثير من الطلبة المتميزين والبارزين في مجالات كثيرة كالرسم، والرياضيات، والتقنية والالكترونيات والبرمجة، وفي اللغة والأدب والفصاحة وغيرها كثير، وكل منهم له مجالات لو اتجه لها فسيكون له تميز بارز في ذلك المجال.
وهناك العديد من الوسائل المعينة على اكتشاف الذات والتعرف على المجالات المناسبة اذكر منها الأمور التالية:-
- طلب مشورة أحد المتخصصين في ارشاد الطلبة وتوجيههم للتعرف على امكانيات الطلبة والمجالات التي تصلح لهم.
- الالتقاء مع عدد من الطلبة الدارسين في التخصصات التي تفكر بدراستها للتعرف عليها بشكل أعمق والتأكد من امتلاكك للقدرات التي تتناسب مع التخصص.
- القيام بأحد الاختبارات المهنية المتاحة باللغة العربية او الانجليزية مثل اختبار هولاند للأنماط الشخصية أو مايرز بريدج فهي مؤشر معين للطالب على فهم ما يتناسب معه.
- القراءة في المجالات النافعة التي تشعر بالفضول تجاهها، فلو كنت تشعر بالفضول حول قضايا أمن المعلومات وتقنية المعلومات فقد يكون ذلك مؤشر على وجود قدرة واستعداد لهذا المجال.
- النظر في المواد التي استمتعت فيها في المدرسة وبالأخص تلك التي تخرج عن نمط المواد التقليدية كمواد البرمجة، والتصميم الجرافيكي، والرسم، والالكترونيات وغيرها مع مقارنته بالتخصص الذي تفكر بالالتحاق فيه، فالطالب الذي ذكرته لا تتناسب قدراته مع التخصص الذي كان يفكر فيه، وقد استبعد خيار الطب بعد التعرف على ما يميزه وما يمتلك القدرة عليه.
- الانخراط في الأنشطة والورش المتاحة في المدرسة أو خارجها كالنادي العلمي والورش التدريبية والمسابقات المتنوعة كمسابقة الشركة التابعة لمؤسسة انجاز البحرين، ومسابقة مشروعي التابعة لتمكين، وغيرها من المسابقات والفعاليات التي تقام في المملكة، فهي من أفضل الوسائل التي تعينك على اكتشاف نفسك والتعرف على ما يثير اهتمامك ويتناسب مع قدراتك.
كل ذلك وأكثر وسائل معينة لك بعد توفيق الله في معرفة نفسك بشكل أكبر وبالتالي تسهل عليك اختيار التخصصات التي تميل لها وتمتلك نسبة نجاح وتميز أكبر، ولعلي أنشر بودكاست صوتي مستقبلاً أذكر فيه المزيد من الوسائل المعينة على التعرف على الذات وبشكل مفصل بإذن الله.
أسأل الله تعالى أن يوفقكم للتعرف على ذواتكم والتعرف على المجالات التي تتناسب معكم 🙂
جزاك الله خير على المقال … وأحب اضيف ان هناك كثير من المواقع التى تتنبأ بالوظائف التى عليها الطلب اكثر للسنوات المقبله قد تساعدك على اختيار التخصص.
اشكرك على هذه الاشارة، وقد ذكرت الاختبارات المهنية في مقال سابق http://muhamedishaq.com/?p=322